Translate

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

تحليل الموقف الروسي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014


تحليل الموقف الروسي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014

تحليل الموقف الروسي من العدوان الإسرائيلي على غزة 2014

لليهود تاريخ طويل في روسيا يمتد لعدة قرون وقد إهتموا بالجانب التجاري والصناعي فقد سيطر اليهود على قطاع الصناعة في روسيا وخاصة الصناعة التي تتعلق بسكك الحديد والصناعات الغذائية و الكحول وتبين دراسة أعدت عام ١٨٨٦ في مقاطعة مينسك الروسية، وجود ١٦٥٦ مؤسسة تتاجر وتصنع المواد الغذائية والكحول، يملك اليهود منها ١٥٤٨مؤسسة  (زيدان ٢٠١٣، ٢٢)

وفي الإتحاد السوفيتي قد إحتلوا مناصب عليا في الدولة في بداية الثورة البلشفية وقد بقيت علاقة خفية بين الإتحاد السوفييتي وإسرائيل حيث قامت السلطات السوفيتية ببيع العقارات الروسية إلى إسرائيل بمبلغ ٤.٥ مليون دولار في أواخر أيام الرئيس خروتشوف عام ١٩٦٤ (زيدان ٢٠١٣، ٦١)

وقد أعاد الروس في عهد الرئيس يلتسن علاقاتهم الدبلوماسية مع إسرائيل وبدأت موجات من الهجرة اليهودية من روسيا إلى إسرائيل، ووصل عدد اليهود المهاجرين من روسيا إلى إسرائيل من عام ١٩٨٩- ١٩٩٣ نحو ٤٥٠ ألف يهودي (زيدان ٢٠١٣، ١٧٧)

وأدت هجرة اليهود الروس بإعداد كبيرة إلى إمتعاض وقلق عربي، وأدت هذة الهجرات إلى خلل في التركيبة السكانية لصالح إسرائيل لتقليص حجم السكان العرب فيها، وأصبح في داخل اسرائيل  اليهود الروس أداة ضغط على الحكومة والساسة الإسرائيليين مع تعاظم نفوذهم يوماً بعد يوم، ودخول ليبرمان إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية خير دليل على قوة نفوذهم )زيدان ٢٠١٣، (٢٥٨

في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد الإهتمام بالقضية الفلسطينية بعد أن كان حضور روسيا شكليًا إلى حد ما في اللجنة الرباعية التي تسعى إلى السلام في الشرق الأوسط  والذي أدى إلى هذا الإهتمام هي الضغوط اللوبي الصهيوني في روسيا حيث كان له تأثير كبير في سياسات روسيا والذي أدى إلى تقريب وجهات النظر الروسية- الإسرائيلية هو وجود أكثر من مليون يهودي من أصل روسي في إسرائيل ) زيدان   (٢٠٨،٢٠١٣

سبب تأثر السياسة الروسية بالضغوط الإسرائيلية في بعض الأحيان لأن أكثر من ٢٥٪ من سكان إسرائيل هم من اليهود الروس ولهم نفوذ واسع في أوساط الحكم الروسي ) زيدان ٢٠١٣، (٢٧٥

وقد ساند اللوبي اليهودي في روسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الإنتخابات الرئاسية  )زيدان ٢٠١٣، (٣٠٢

أهم أهداف إدارة بوتين تطوير علاقة روسيا مع إسرائيل وعلاقة إسرائيل و روسيا ما زالت مضطربة بسبب دعم روسيا عدوي إسرائيل وهما سوريا وإيران ومع ذلك فقد ساعدت عدة عوامل من حدوث تقارب بين إسرائيل و روسيا نتيجة هجرة نحو مليون يهودي إلى إسرائيل بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، وأن النفوذ السياسي لهذة الجماعة آخذ بالإزدياد والدليل على هذا صعود حزب إسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وهو الذي إجتذب الكثير من المهاجرين من الإتحاد السوفيتي وكذلك الجهود المتزايدة للأحزاب الإسرائيلية بإستقطاب الناخبين من الشتات الناطقين بالروسية ، وهذا أدى إلى تزايد التبادل  المعلومات الإستخبارية والتعاون العسكري فقد إهتمت روسيا بالحصول على العتاد العسكرية من إسرائيل وخاصة طائرات التجسس بدون طيار ) لوبتربيك،وانغلبريخت ٢٠١٠، (٣٤

وقد كان أهداف ليبرمان الرئاسية في السياسة الخارجية تحقيق التوازن بين إعتماد إسرائيل في الدعم الدبلوماسي والعسكري بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وقد صرح ليبرمان إلى وكالة الأنباء الروسية الحاجة إلى الإرتقاء بمستوى العلاقات الروسية الإسرائيلية إلى مستوى شراكة إستراتيجية 

 ) لوبتربيك،وانغلبريخت ٢٠١٠،( ٣٥

فاليهود الروس ليس فقط لهم نفوذ في إسرائيل فقط وإنما لهم أيضا نفوذ في روسيا فقد إستولى اليهود في روسيا الإتحادية على أغلب الشركات المساهمة وأن أغلب مالكي المؤسسات المالية الكبيرة وشركات النفط من اليهود، وأغلب مؤسسات السلطة التنفيذية بعد عام ١٩٩١ بيد اليهود والجهاز الإقتصادي والصحافة والإعلام خاضعين لهيمنة اليهود ) الجنابي  ( ١٣٩،٢٠٠٣

إن تاريخ روسيا الصحفي من نهاية القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحاضر هو تاريخ السيطرة الإعلامية لليهود وهذا دليل على قدرة اليهود على تشكيل والتأثير في الرأي العام الروسي  )  الجنابي  (٤٣ ,٢٠٠٣

خبراء في روسيا لا يخفون إقتناعهم بأن موسكو تتحرك بوحي من مصالحها المباشرة، وأن موقفها من الحرب الأخيرة على غزة تأثر بالحدث الأهم وهو الوضع في أوكرانيا واعتمد على ثلاثة عناصر أساسية: اولاً التوجه لكسب تأييد اليهود في العالم للتحركات الروسية في ظروف المواجهة مع الغرب. ثانياً التخلي عن المبدأ السابق للديبلوماسية الروسية بجمع كل الأوراق الممكنة لتعزيز حضور الدور الروسي في الملفات الإقليمية ما ظهر من خلال فتح قنوات الإتصال مع حماس في ظل المقاطعة الغربية الحازمة والرفض الإسرائيلي وإحلال مبدأ آخر مكانه يقوم على توسيع مساحات التفاهم مع القوى الإقليمية التي تشاطر روسيا مواقفها أو مرشحة للإقتراب من الموقف الروسي، أو على الأقل لديها مشكلات في التفاهم مع الغرب، والحديث هنا عن معسكر "الإعتدال العربي" ممثلاً بالقيادة المصرية الجديدة والسلطة الفلسطينية، وهذا يفسر الحماسة الكبيرة التي أبدتها روسيا للمبادرة المصرية.

وفي هذا الإطار، جاء التراجع الروسي عن فكرة كانت طُرحت سابقاً لإعادة إحياء اقتراح عقد مؤتمر دولي للتسوية في الشرق الأوسط، وإستبدلته موسكو بإقتراح توسيع اللجنة الرباعية بضم مصر وجامعة الدول العربية، في تحريف بسيط عن فكرة سابقة بأن يشمل التوسيع اللاعبين الإقليميين الأساسيين وبينهم الأردن والسعودية ومصر.

 

ثالثاً، تستند روسيا في مواقفها حيال الملفات الإقليمية إلى مبدأ التبادلية، وبهذا المعنى لا يخفي ديبلوماسيون روس في جلسات خلف أبواب مغلقة خيبة أمل موسكو لأن العالم العربي الذي قدمنا له الكثير لم يدعم مواقفنا في أوكرانيا ومسار ضم القرم. ( جبر)4

 

قائمة المراجع للفصل

1 – الجنابي , ميثم, ، اليهودية الصهيونية في روسيا، مطبعة دار العلم، دمشق، ٢٠٠٣

2 - زيدان، ناصر,  دور روسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بطرس الأكبر الى فلاديمير بوتين، الدار العربية للعلوم ناشرون،ط1 ، 2013

3- لوتربيك, ديريك, وجورجي انغلبريخت ، الغرب و روسيا في البحر الأبيض المتوسط: نحو تنافس متجدد مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، عدد ٩٣، ط١، ٢٠١٠

4- جبر, رائد , مقالة بعنوان موسكو الى جانب إسرائيل في غزة ولافروف لا يدين تل أبيب

http://alhayat.com/Articles/4013682/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-----%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%81-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%8F%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%84-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A8
اطلع عليه بتاريخ 12\10\2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق